Select Language

سيّدنا عمر بن الخطاب وقبول محمّد قاسم في المدرسة الجديدة

2004

بسم اللہ الرّحمٰن الرّحیم

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعيش بمنزل. يوما ما كنت أتحدّث إلى نفسي و كان الله يراقبني من السّماء. أقول لنفسي " يا قاسم، ما هذه الحياة ؟ أنت لا تفعل أيّ شيء مميّز طوال اليوم."

ثمّ بعد مرور بعض الوقت جاء خاتم الأنبياء محمّد ﷺ إلى بيتي و أجلسني بجانبه و قال لي : " انظر يا قاسم. لقد تمّ قبولك في هذه المدرسة اللّطيفة ( لقد نسيت اسم المدرسة ). ستذهب إلى المدرسة من الغد". و مرّر يده على رأسي و قال لي : " اقرأ و اكتب في المدرسة ثمّ اجعل اسمي منيرا في جميع أنحاء العالم كما كان".

صرت سعيدا جدّا أنّ الله استمع لي. قد حصل خاتم الأنبياء محمّد ﷺ أيضاً على استمارة قبولي في المدرسة و أعطاني عنوان المدرسة و قال : " صل المدرسة قبل الثّامنة غدا". قلت "حسناً سوف أصل إلى المدرسة في الميعاد إن شاء الله". لم يعطني النّبيّ محمّد ﷺ أيّ كتب. كان عندي بعض الكتب القديمة فجمعتها و أعددت الملابس للصّباح. أفكّر أنّها ستكون مدرسة عاديّة. فمن سيراقبني هناك ؟

استيقظت في الصّباح ، تجهّزت و خرجت من منزلي. بعيداً قليلاً عن المنزل وصلت إلى تقاطع طرق و لم أتذكّر أين ينبغي أن أتّجه. كان سيّدنا أبو بكر (رضي الله عنه و أرضاه) مارّا من هناك فاستوقفته لأسأله عن عنوان المدرسة. تفاجأ سيّدنا أبو بكر عند سماع اسم المدرسة و نظر إلى حالتي و سألني: " لماذا تسأل عن عنوان تلك المدرسة ؟ " أقول : " لقد تمّ قبولي في تلك المدرسة و هذا هو أوّل يوم لي." ثمّ نظر إلى استمارة القبول خاصّتي و قال "ما شاء الله ! " أرشدني الطّريق إلى المدرسة و ابتدأت أتّجه نحو المدرسة.

الآن لمّا اقتربت من المدرسة اتّسعت عيناي دهشة. و قلت : "ما أعظم بناء هذه المدرسة." ثمّ رأيت عددًا قليلاً من الطّلاّب الّذين كانوا يرتدون ملابس جميلة جدًا. كانت حقائبهم لطيفة للغاية أيضًا. ظننت أنّني دخلت مدرسة أخرى ؟ ثمّ نظرت إلى اسم المدرسة لكنّها هي مدرستي. إذن لماذا لم يخبرني النّبيّ محمّد ﷺ أنّ هذه المدرسة رائعة جدًا. أضحيت في حيرة من أمري بعد أن رأيت كلّ هذا و فكّرت ما الّذي يحدث معي ؟ إنّ ملابسي عاديّة جدّا و لديّ كتبي أمسكها في يدي و هي أيضًا قديمة جدًا. خارج المدرسة كان هناك مقهى. جلست هنالك، و جاء ثمّة عدد قليل من الطّلاّب و جلسوا على الطّاولة الّتي بجانب طاولتي. كنت أشعر بالتّوتّر عند رؤيتهم. سألني أحدهم عن اسمي فقلت له اسمي. دعاني أحدهم و طلب منّي الجلوس معهم. أسرّيت: " قاسم، تهيّأ، سيسخرون منك ".جلست إليهم و تحدّثوا معي بأدب شديد و سألوني : " هل أنت طالب جديد هنا ؟ " قلت: " نعم و هذا هو أوّل يوم لي هنا ". سألني أحدهم : "ماذا ستأكل ؟ " قلت : " قد أكلت في المنزل ". أمروا بالعصير و الشّطائر لأنفسهم و أمروا لي أيضًا و قالوا لي : " لا تتوتّر. لقد تعلّمنا هنا أنّنا جميعًا إخوة و يجب أن نعتني بالآخرين كما نعتني بأنفسنا. وإذا كانت لديك أيّ مشكلة، فأخبر أيّ شخص، سيساعدك. " قلت سبحان الله إنّ بناء هذه المدرسة مذهل تمامًا مثل الطّلاّب هنا، فهم مذهلون أيضًا. لكنّني كنت أشعر بتدنّي احترام الذّات بداخلي و بالخجل الشّديد. ثمّ دقّ جرس المدرسة و بدأ كلّ الطّلاّب يتوجّهون نحو البوّابة الرّئيسية و قالوا لي أن أذهب معه. قلت لهم: " انطلقوا جميعاً ! سآتي بمفردي". عندما ذهبوا جميعًا، بدأت السّير نحو البوّابة الرّئيسية ببطء و قلت : "ما الذي يحدث معي ؟ إنّ النّبيّ محمّدا ﷺ لم يخبرني أنّ هذه المدرسة غير عاديّة أبداً و أنّ طلاّبها هم كذلك أيضًا و ملابسهم و حقائبهم غير عاديّة فماذا عليّ أن أفعل الآن ؟ إنّ كل الطّلاب في الفصل يرتدون ملابس جميلة و كنت فقط الّذي أرتدي ملابس قديمة و ممزّقة. كتبي أيضا قديمة و بالية و حذائي أيضا ممزّق ". بعد أن قلت هذا، أغمضت عيناي و قلت: " العودة إلى المنزل أفضل من الشّعور بالإحراج".

فجأة شعرت أنّ الكتب اختفت من يدي و حصلت على حقيبة. فتحت عيناي و فوجئت برؤية أنّ ملابسي أيضًا قد تغيّرت و أصبحت مثل ملابس الآخرين كما تمّ تغيير حذائي. و كانت هناك حقيبة رائعة في يدي. بعد رؤية كلّ هذا، قلت " كيف حدث هذا ؟ ما الّذي حدث عندما أغمضت عينيّ حتّى تغيّرت ملابسي إلى ملابس جميلة جدًا ؟ " عندها قال لي الله من السّماء: " قاسم، محال أن يدع الله شخصا على رأسه ظلّ رحمة خاتم الأنبياء النّبيّ محمّد ﷺ. و الله جدّ رحيم، و هو على كلّ شيء قدير". لسماع هذا، عبرت جسدي موجة غريبة من السّعادة و أسرعت نحو البوّابة الرّئيسية و أصيح من الفرح " الله جعلني كباقي طلاّب المدرسة برحمته."

لمّا وصلت إلى البوّابة، كان سيّدنا عمر رضي الله عنه واقفًا هناك. أقرأت سيّدنا عمر رضي الله عنه السّلام و ردّ عليّ السّلام هو أيضاً و قال لي: " لقد كنت بانتظارك ". قلت له أنّني قد حصلت على استمارة القبول في هذه المدرسة و هذا هو أوّل يوم لي فقال سيّدنا عمر رضي الله عنه " سبحان الله ، إنّه فقط أولئك الّذين يتمّ قبولهم بهذه المدرسة من اختصّوا برحمة الله. الآن سنذهب إلى الدّاخل و من ثمّة نثني على الله ثمّ نذهب إلى الفصول الدّراسيّة. قلت لسيّدنا عمر رضي الله عنه: " لقد محّصت الجدول و أنت الّذي سيكون متعيّنا في حصّتي الأولى. " فقال : " إن شاء الله ".

وانتهت الرّؤيا هنا. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Previous Post